حينما بنى نبي الله إبراهيم عليه وعلى نبينا وآله أفضل الصلاة والسلام البيت المحرّم دعا بهذا الدعاء كما في الآية الشريفة أن تهوي أفئدة من الناس لذريته ، فاستجاب اللَّه دعاءه وأمر الناس بالإتيان إلى الحج من كل فج عميق ليتحببوا إلى ذريته ويعرضوا عليهم نصرتهم وولايتهم ليصير ذلك سببا لنجاتهم ووسيلة إلى رفع درجاتهم ، وذلك بعد عمل دورة تنظيفية للجسد والروح من جميع الاوساخ العالقة عليهما ، من خلال مجموعة من المناسك التي يؤديها الحاج في هذه الايام الشريفة .
وليس كل الأفئدة قابلة للتشرف بهذا الشرف العظيم وهو أن تهوي قلوبهم للذرية الطاهرة لنبي الله إبراهيم عليه السلام ، وانما بعض الأفئدة كما قال تعالى على لسان النبي ابراهيم عليه السلام : (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) وذلك لمكان (من) التبعيضية هنا.