مولد النور
بمناسبة ذكرى ولادة الإمام المهدي المنتظر –عجل الله تعالى فرجه الشريف- لسنة 1434هـ، أصدرت مؤسسة الأنوار الثقافية العالمية، قصة الأطفال التثقيفية (مولد النور) وهو العمل الثقافي الأول للمؤسسة الموجه للأطفال، من تأليف الأستاذة سلمى الأحمد، وتقع القصة في سبعة وثلاثين صفحة من الحجم الكبير الملون، وقد تمت طباعتها بمطبعة دار المؤمل للطباعة والنشر والتوزيع –بيروت-لبنان.
إن للقصص والحكايات أهمية بالغة للأطفال، إذ أنها تغرس في نفوسهم القيم الدينية والمبادئ الأخلاقية، وتنمي جوانب شخصيتهم الحسية والعقلية والروحية، حيث يعايش الطفل القصة التي يسمعها ويتخيل نفسه بطلاً فيها، خاصة إذا كانت أحداثها واقعية، أو تلامس الواقع في إحدى مفرداتها، فهي تحرره من واقعه المحدود والدائرة الضيقة التي تتمحور تفاصيل حياته اليومية فيها، إلى عالم واسع فسيح يلامسه بخياله ويشاهده بالتناغم مع سماعه لأحداث القصة.
وتتناول قصة (مولد النور) جانباً تاريخياً من سيرة الإمام المهدي المنتظر –عجل الله تعالى فرجه الشريف- كما تستعرض صوراً من أنشطة وفعاليات المجتمع الواقعية التي يشاهدها الطفل سنوياً في هذه الذكرى السعيدة، لخلق الترابط بين ما يدور في القصة من أحداث وبين ما يشاهده من فعاليات اجتماعية شعبية في هذه المناسبة على أرض الواقع.
كما تناولت القصة سرداً تاريخياً لأحداث ولادته –عليه السلام- والمصاعب التي واجهها أثناء ملاحقة السلطات الحاكمة آنذاك له، واستعرضت أيضاً بعض التساؤلات المثارة حول حقيقة ولادته ووجوده، وقامت بالرد عليها بكلمات تتناسب وسن الطفل المتلقي، ولم تهمل القصة الجوانب المضيئة والمشوقة التي ينتظرها المسلمون في مستقبل الأيام عند ظهوره –عليه السلام- والخير والسلام والمحبة التي تسود البشرية عند ظهوره، وقد ربطت هذه الصورة المثالية باهتمامات الأطفال المرتبطة بعالم الحيوان لتركز في واحدة من مفرداتها على الألفة بين الإنسان والحيوان عند ظهور الإمام –عليه السلام- وترسم ذلك في صورة علاقة بين بطل القصة (مهدي) والأسد، وجعلت من الصورة خير معبر عن هذه العلاقة، لتختتم الكاتبة قصتها بفلسفة الانتظار التي ينام بطلها الصغير (مهدي) وهو لا يزال ينتظر ظهور المهدي الموعود عليه السلام.