مشروعية الشعائر الحسينية
- ليس في التطبير وضرب السلاسل هلاك.
- لو سلّم أن ذلك قد يتفق أحياناً، فإن المحرم منه هو خصوص ما يؤدي إلى الهلاك ولا دليل على تحريم ما سواه.
- إن آية: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) إنما يراد بها الهلاك الأخروي، والتعرض لعذاب الله.
- بالنسبة لتحريم الإيذاء عقلاً، نلاحظ أن جرح الرأس واللطم، ليسا من قبيل الظلم الذي هو قبيح على كل حال، وحرام شرعاً، أينما وجد، إذ لو كان كذلك لم يجز فعل الجرح في أي مورد كان، حتى في موارد الحجامة، والختان، وثقب أذن المولود، ونتف شعر الإبطين، والعلميات الجراحية للتجميل وغيرها، وذلك لأن القبيح عقلاً، لا يصير مستحباً أبداً ولا محبوباً للشارع، وتجويز ارتكابه في صورة التزاحم لا يخرجه عن صفة القبح، والحرمة الواقعية
- إن الجرح ليس ضرراً دائماً، وإن كان فيه ألم، فإن الألم ليس ضرراً في جميع الأحوال.
- لو سلم أنه ضرر، فليست جميع مراتب الضرر محرمة شرعاً، إذا كان ذلك بالنسبة للشخص نفسه، إلا إذا بلغ حد قطع عضو أو إتلافه، وإن كان محرماً بجميع مراتبه بالنسبة للغير، لكن حرمته هذه إنما هي من حيث كونه تعدياً على حقوقه، وهتكاً لحرمته. ولأجل ذلك يحرم حتى غمز جسد الغير بغير إذنه، فضلاً عن ضربه أو جرحه، الذي قد يشتمل على هتك الحرمة والضرر معاً.
- إن احتمالات الضرر، بل احتمالات الهلاك إذا صاحبتها أغراض عقلائية مرضيَّة لدى الشارع، فإن العقلاء لا يمنعون منها، والشارع لايحرم الإقدام على مواردها أيضاً، ولذلك جاز عقلاً وعقلائياً، وشرعاً للمرأة أن تطلب الحمل وتواجه مخاطر الولادة، وجاز للناس أن يركبوا السيارات، والقطارات، والطائرات، وتسلق الشجر، والأبنية الشاهقة، وركوب البحر، وغير ذلك، مع ما في ذلك كله من احتمالات الهلاك. وذلك يدل على أن الضرر الذي يحكم العقل بلزوم دفعه، هو الذي يكون كبيراً كالهلاك، أو قطع عضو، أو فيه خسارة كبيرة، وحيث يكون احتماله معتداً به، داعياً للتحرز منه عندهم ومع عدم وجود نفع أعظم منه.
- أما الجرح اليسير، أو المرض الخفيف، كالزكام ونحوه، فإن العقلاء لا يمنعون من الإقدام عليه إذا كان هناك نفع أعظم. والشارع تابع في هذه الأمور للعقلاء. وليس هناك دليل يدل على حرمة تصرف الإنسان في نفسه مطلقاً، بل الأدلة قائمة على جواز كثير من التصرفات التي يصاحبها ألم، بل جرح أيضاً، خصوصاً إذا عرضت لها عناوين راجحة، أو مطلوبة شرعاً.
- إن النبي يعقوب –عليه السلام- بكى على ولده النبي يوسف –عليه السلام- رغم أنه كان يعلم بأنه على قيد الحياة حتى ابيضت عيناه من الحزن، وقد قال له أبناؤه أيضاً: (تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين). (2)
- لقد بكى الإمام السجاد –عليه السلام- على أبيه، حتى خيف على عينيه، بل خيف عليه أن يكون من الهالكين أيضاً. (3)
- كما أن الإمام السجاد –عليه السلام- حين رأى الشهداء صرعى، كادت نفسه الشريفة تخرج، فقالت له عمته السيدة زينب –عليها السلام-: (مالي أراك تجود بنفسك ...الخ).(4)
- وفي زيارة الناحية المقدسة: (ولأبكينك بدل الدموع دماً، حسرة عليك، وتأسفاً على ما دهاك، حتى أموت بلوعة المصاب، وغصة الإكتئاب). (5)
- النصوص التي دلت على مطلوبية زيارة الإمام الحسين –عليه السلام- حتى في حال الوجل والخوف على النفس من الظالمين. (6)
- وعن الإمام الرضا –عليه السلام-: (إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا). (7)
- روى أن الإمام السجاد –عليه السلام- كان يبكي عند شرب الماء، حتى يجري مع الدمع الدم في الإناء.(8)
- يذكرون أن السيدة زينب –عليها السلام- قد ضربت جبينها بمقدم المحمل، حتى سال الدم من تحت قناعها.(9)
- حين عاد السبايا إلى المدينة، (ما بقيت مخدرة إلا برزن من خدورهن، خمشة وجوههن، لاطمات خدودهن) وهكذا جرى في الكوفة أيضاً، حين وصول السبايا إليها، حيث خطب حينئذ الإمام السجاد –عليه السلام- وأم كلثوم، وفاطمة بنت الحسين عليهم السلام. (10)
- روى الصدوق –عليه الرحمة- عن النبي –صلى الله عليه وآله وسلم-: (أن شعيباً بكى حتى عمي، فرد الله عليه بصره، ثم بكى حتى عمي، فرد الله بصره، ثم بكى حتى عمي، فرد الله عليه بصره..). (11)
- روي عن الإمام الصادق –عليه السلام- في حديث: (أن آدم بكى على الجنة، حتى صار في خديه أمثال الأودية). (12)
- روي بسند صحيح عن الإمام الصادق –عليه السلام- أن النبي –صلى الله عليه وآله وسلم- لم يعترض على نساء الأنصار فيما فعلن في أنفسهن بعد قضية أحد، حيث إنهن (قد خدشن الوجوه، ونشرن الشعور، وجززن النواصي، وخرقن الجيوب، وحزمن البطون على النبي –صلى الله عليه وآله- فلما رأينه قال لهن خيراً، وأمرهن أن يستترن، ويدخلن منازلهن). (13)
- عن أبي عبدالله الصادق –عليه السلام-: (ولقد شققن الجيوب، ولطمن الخدود الفاطميات على الحسين بن علي. وعلى مثله تلطم الخدود، وتشق الجيوب). وفي الجواهر: أن حديث لطم الفاطميات متواتر، ونقله –رحمه الله- عن ابن إدريس أيضاً. (14)
- وحين سمعت السيدة زينب –عليها السلام- أخاها الإمام الحسين –عليه السلام- ينشد: (يا دهر أف لك من خليل، ..الخ) لطمت وجهها، وهوت إلى جيبها فشقته، ثم خرت مغشياً عليها. (15)
- وحين اخبر الإمام الحسين –عليه السلام- أخته، بأنه –عليه السلام- رأى رسول الله –صلى الله عليه وآله- وأنه قال له: إنك تروح إلينا: (لطمت أخته وجهها، ونادت بالويل، ...الخ). (16)
- ولما مروا بالسبايا على الإمام الحسين –عليه السلام- وأصحابه –عليهم السلام- وهم صرعى (صاحت النساء، ولطمن وجوههن، وصاحت السيدة زينب –عليها السلام-: يا محمداه). (17)
- وفي زيارة الناحية: (فلما رأين النساء جوادك مخزياً إلى أن قال: على الخدود لاطمات...الخ). (18)
- وحين رجع السبايا من الشام إلى كربلاء، ووجدوا جابر بن عبدالله الأنصاري، وجماعة من بني هاشم (تلاقوا بالبكاء والحزن، واللطم. وأقاموا المآتم المقرحة للأكباد) وكان الإمام السجاد –عليه السلام- معهم يرى ويسمع. (19)
- وحين أنشد دعبل الخزاعي تأئيته المشهورة، أمام الإمام علي بن موسى الرضا –عليه السلام- وفيها:
8.وقد روي في الأحاديث الكثيرة: أن الجزع مستحب على الإمام الحسين –عليه السلام- وفي بعض الروايات أن الإمام الباقر –عليه السلام- فسر هذا الجزع بما يشمل اللطم، فقال –عليه السلام- : (أشد الجزع: الصراخ بالويل، والعويل، ولطم الوجه، والصدر). (21)
- الآيات من (89 إلى 93) من سورة الإسراء.
- الآية (85) من سورة يوسف.
- البحار الجزء (46) الصفحة (108) عن المناقب لابن شهر آشوب، طبعة النجف، الجزء (3) صفحة (303).
- كامل الزيارات، الصفحة (107) والبحار، الجزء (79) الصفحة (87) وفي هامشه عن الخصال، الجزء (1) الصفحة (131).
- كامل الزيارات، الصفحة (261) (قسم الزيادات) والبحار، الجزء (28) الصفحة (57).
- البحار، الجزء (98) الصفحة (238، 241، 317، 320) والمزار الكبير، صفحة (171) ومصباح الزائر، صفحة (116).
- راجع كامل الزيارات، صفحة (127، 126، 260، 261، 125) وإرشاد العباد إلى لبس السواد، صفحة (59) ومكيال المكارم، الجزء (2) صفحة (288) والبحار، الجزء (45) صفحة (179).
- الأمالي للصدوق، صفحة (113) المجلس (27) والبحار، الجزء (44) صفحة (284).
- تاريخ النياحة، الجزء (6) صفحة (146) عن جلاء العيون للسيد عبدالله شبر، وعن أعيان الشيعة.
- البحار، الجزء (45) صفحة (115) والفردوس الأعلى، صفحة (19-22) والمجالس الفاخرة، صفحة (298).
- اللهوف، صفحة (114) طبعة صيدا، والبحار، الجزء (45) صفحة (147) ودعوة الحسينية، صفحة (117).
- اللهوف، صفحة (88) طبعة صيدا سنة 1929م، والبحار، الجزء (45) صفحة (112).
- علل الشرايع، الجزء (1) صفحة (45) باب (51) والبحار، الجزء (12) صفحة (380).
- البحار، الجزء (79) صفحة (87) والجزء (11) صفحة (204) وفي هامشه عن الخصال، الجزء (1) صفحة (131).
- اللهوف، صفحة (114) طبعة صيدا، والبحار، الجزء (45) صفحة (147) ودعوة الحسينية، صفحة (117).
- اللهوف، صفحة (88) طبعة صيدا سنة 1929م. والبحار، الجزء (45) صفحة (112).
- علل الشرايع، الجزء (1) صفحة (54) باب (51) والبحار، الجزء (12) صفحة (380).
- البحار، الجزء (79) صفحة (87) والجزء (11) صفحة (204) وفي هامشه عن الخصال، الجزء (1) صفحة (131).
- الكافي، الجزء (8) صفحة (318) والبحار، الجزء (20) صفحة (107-109) وتفسير الصافي، الجزء (1) صفحة (387) وتفسير نور الثقلين، الجزء (1) صفحة (398).
- تهذيب الأحكام، الجزء (8) صفحة (325) وكشف الرموز، الجزء (2) صفحة (263) والمهذب البارع، الجزء (3) صفحة (368) والمسالك للشهيد الثاني، الجزء (10) صفحة (29) وجامع أحاديث الشيعة، الجزء (3) صفحة (392) والوسائل، الجزء (15) صفحة (583) طبعة المكتبة الإسلامية، وجواهر الكلام، الجزء (4) صفحة (371) والجزء (33) صفحة (184).
- الإرشاد للمفيد، صفحة (232) طبعة سنة 1399هـ، ومقتل سيد الأوصياء للكاظمي، صفحة (98).
- الإرشاد للمفيد، صفحة (230).